مقالات

SMART-Goals-2

الأهداف الذكية ليست بهذا الذكاء، وإليك الأسباب…

شعرنا أم لم نشعر، لا شك أن لكل منا أهدافاً يرغب في تحقيقها. لكن الحقيقة أن كثيراً مما يدور في أنفسنا لا ينتقل من كونه مجرد رغبات وأماني إلى أن يصير هدفاً وبالتالي يبدأ السعي في تحقيقه. الهدف ليس مجرد حالة شعورية، بل هو وصف للشيء المطلوب إنجازه في الواقع، وهذا يحتاج إلى صياغة بشكل يساعد على هذا الإنجاز. فالرغبة الداخلية والشعور بالتطلع لتحقيق الوزن المثالي هو في النهاية شعور بالرغبة وقد يكون أمنية، لكن لكي يصير هدفاً يجب أن تتم صياغته بصورة معينة تعطي له رؤية واضحة وتساعد على تحقيقه

سنتكلم في هذه المقالة -إن شاء الله- عن عملية صياغة الهدف، والمفهوم المعروف بالأهداف “الذكية” (S.M.A.R.T. Goals)، والذي ظل شائعاً لعقود طويلة كنموذج معتمد لدى الشركات والأفراد، مع بيان المنظور المعتمد في مدرسة الميتاكوتشينج الذي نعتبره أكثر تطوراً ونفعاً بكثير من الأهداف المسماة بالذكية، معرجين على بعض مناطق القصور في الأهداف “الذكية”

لماذا نحتاج لصياغة فعالة للهدف؟

قد لا يبدو هذا واضحاً للوهلة الأولى، إلا أن لصياغة الهدف أثر مباشر في درجة وجودة تحققه، كما أن لها أثراً كذلك في مدى انبعاث المرء للسعي لتحقيقه. لكي يتضح المقصود نضرب مثالاً برجل يمسك بندقية صيد في حقل مغطى بالضباب، فيُطلق العيار على أمل أن يصطاد طائراً أو حيواناً ما، ماذا تكون توقعات النتيجة؟ حيث إن الصياد لم يصوب تجاه هدف محدد فإنه لا يعرف ما الذي ستصيبه بندقيته، فلربما أصابت حمامة أو بقرة أو غزالاً، أو ربما طاشت في الهواء لم تُصب شيئاً، إلا أن الأخطر من هذا كله أن تصيب شخصاً أو شيئاً مملوكاً للغير

إن أهدافنا إذا لم لم تكن واضحة بما يكفي (كالحقل المليء بالضباب) فلن نعرف في أي تجاه نصوب مجهودنا وطاقتنا، بل سنتشتت ويضيع الجهد ويتفرق الهم، وبالتالي لا نصل إلى شيء. فعلى سبيل المثال، خريج وضع لنفسه هدفاً أن ينجح في عمله، مجرد الرغبة في النجاح في العمل قد تبدو جذابة حسنة، إلا أنها من الغموض بمكان، فإن كلمة النجاح في العمل لا يعطي اتجاهاً واضحاً لتركيز الجهد وترتيب الأولويات، فلربما اتجه إلى حضور الدورات، أو إلى التقدم للعمل بالمجان، أو إلى التطوع بساعات عمل إضافية، إلى آخر الأمور التي لا يعلم هل تخدم هدفه أم لا. أما إن وضع لنفسه هدفاً محدداً كأن يدخر في أول سنة من عمله مبلغ كذا وأن يستكمل مؤهلاته الوظيفية الفلانية وأن يتعاقد مع خبير يستشيره في خط سيره الوظيفي فسيعطيه هذا توجيهات أكثر دقة تمكنه من اتخاذ قرارات أنسب وترتيب أولوياته وفقاً لأهدافه

كما أن لصياغة الهدف دوراً في شحن الهمة وتحقيق الانبعاث للعمل، فإن النفس تتحرك دائماً تجاه مطلوباتها أو إشباع احتياجاتها، وهذا أمر يختلف من شخص لآخر. فكلما ارتبط الهدف بنوايا المرء وأهدافه ودوافعه واحتياجاته كلما توفرت لديه الهمة والعزم على السعي وراءه والتضحية لأجله

الأهداف الذكية (S.M.A.R.T. Goals)

الأهداف الذكية

اشتهر على لسان بيتر دراكر، أحد رواد علم الإدارة، مفهوم الأهداف الذكية، وهي معايير خمسة تساعد على صياغة هدف بشكل يفيد يساعد على تحقيقها. هذه المعايير هي:

  • أن يكون الهدف محدداً (Specific)
  • أن يكون قابلاً للقياس (Measurable)
  • أن يكون في المتناول (Achievable)
  • أن يكون واقعياً (Realistic)
  • أن يكون محدداً بزمن (Time-based)

ظلت هذه الطريقة هي الأشهر مطلقاً في الأوساط الإدارية والمهتمين بوضع أهداف شخصية عموماً، ولا شك أنها خطوة فعالة تجاه صياغة مفيدة للأهداف، إلا أننا لو تأملنا فيها لوجدناها تحدد بعض أركان الهدف، لكنها تترك الكثير من الفراغات والفجوات فيها. بالإضافة إلى أن حتى تلك الاختصارات (S.M.A.R.T) ليس متفقاً على تعريفها، فحرف A مثلاً يجعله البعض معبراً عن (Achievable) أي في المتناول، والبعض يجعله (Action-based) أي مبنياً على الفعل، والبعض يجعله (Ambitious) أي طموحاً، وهو ما يُفقد هذه الصياغة قيمة التحديد والوضوح ويترك من يستعملها في حالة من التردد في المطلوب منه

في وقت قريب، قام مختصو البرمجة اللغوية العصبية بتطوير هذه المعايير، وصنعوا عشرة معايير للهدف جيد الصياغة (بدلاً من الأهداف الذكية) سنذكرها إجمالاً لأن تفصيلها سيأتي مدرجاً لاحقا. هذه المعايير هي:

  1. الصياغة الإيجابية
  2. الوصف الحسي
  3. تحديد السياق
  4. تحديد الزمن
  5. وضع الخطوات
  6. أن يكون ذاتي الطلب والتحقق
  7. تحديد الموارد المطلوبة
  8. الجاذبية
  9. التوازن
  10. معيار التحقق

ثم بعد ذلك قام مطورو الميتاكوتشينج بوضع صيغة جديدة للأهداف أفضل من الأهداف الذكية اسمها قُمع الأهداف. يعتمد قُمع الأهداف على عدد من العناصر في فلسفة الكوتشينج، منها التحديد والدقة، ومنها مراعاة السياق، ومنها أخذ عوامل النجاح والفشل في الاعتبار، وهو ما أخرج لنا ثمانية عشر معياراً للأهداف مصوغة في شكل أسئلة محددة ومرتبة بشكل مقصود كما سنبين. وجدير بالتنبيه أن الفلسفة وراء هذه الأسئلة بهذا الترتيب هي المساعدة على تحقيق الهدف، وليس مجرد وضع صياغة لفظية مجردة له.

الثمانية عشر سؤالاً للأهداف جيدة الصياغة

  1. ماذا
    السؤال الافتتاحي: ماذا تريد؟ ما هو ذلك الأمر الذي ترغب في تحقيققه؟ والمقصود بهذا السؤال أن نصل إلى درجة من التفصيل والوضوح التي تعطينا ملامح مفصلة عن الهدف المنشود. فعلى سبيل المثال: “أريد النجاح” أو “أرغب في تحقيق التميز” أو “أود أن أكون في هيئة جيدة”، هذه كلها عبارات غير محددة يتعذر أن يفهم الكوتش من خلالها مراد العميل تحديداً. فما هو ذلك “النجاح” بالنسبة للعميل؟ وما المقصود “بالتميز”؟ وما هي “الهيئة الجيدة” تحديداً؟ ومن الجدير بالذكر أن السؤال هو (ماذا تريد) وليس (ماذا لا تريد)، فالتعبير بأريد أن أتخلص من القلق أو أن أفقد الوزن يعبر عن الذي يرغب في التخلص منه، وليس عن الذي يرغب في تحقيقه. وهو ما يجعل الهدف ناقصاً للجانب المقابل الذي يرغب في تحقيقه مثل أريد أن أصل إلى الطمئنينة أو أريد أن أصل إلى وزن كذا، وهذا ينقلنا إلى السؤال التالي
  2. الوصف الحسي
    وهو الوصف الذي يعتمد على الألفاظ السمعية والبصرية والحسية، لا على ألفاظ المعاني التقويمية أو الحكمية. وتكمن أهمية هذا المعيار في أنه يعد من أقصى درجات التحديد، وهو ما يحول دون تشتيت الجهد في محاولة الوصول إلى هدف ليس بالوضوح الكافي كما تقدم. فعلى سبيل المثال: هدف (بناء جسم جميل) لا يعتمد على الألفاظ الحسية وبالتالي لا يعطينا طريقة لقياس تحققه أو عدمه، أما (الوصول إلى وزن 78 كيلوجرام ونسبة دهون 16% مع القدرة على الجري لمسافة خمسة كيلومترات متواصلة) فمبني على ألفاظ حسية قابلة للقياس
  3. لماذا
    وهو أحد أهم الأسئلة المفقودة في الأهداف الذكية، هو السؤال الذي يكشف عن الأسباب والدوافع الباعثة لتحقيق ذلك الهدف. وتكمن أهمية هذا السؤال في كونه الوقود المحرك الذي بدونه ليس هناك طاقة حقيقية للسعي، ولو تكلف المرء عملاً ليس له نية واضحة وحاضرة حضوراً يبعثه على العمل ويشحذ همته فلن يكون ذلك السعي ذا معنى، وربما أدى هذا إلى التوقف الكامل. وجدير بالاهتمام التمييز بين قيمة الهدف وبين المشاعر المرتبطة به
  4. متى
    وهو أول أسئلة السياق: متى يرغب الشخص أو المجموعة في تحقيق ذلك الهدف؟ إن وجود وقت محدد يحول دون التباطؤ في السعي أو حتى السعي إلى ما لا نهاية، كما أنه يعطي معياراً للمحاسبة على تحقيق الهدف أو درجة تحقيقه أو عدم تحقيقه مطلقاً
  5. أين
    هل لذلك الهدف مكان محدد؟ ما هو المكان الذي سيوجد فيه، والمكان الذي لن يوجد فيه؟ فلربما أراد امرؤ تعلم بعض المهارات المتعلقة بالسباحة، لكن فقط في حمامات السباحة المغلقة دون البحار والأنهار، لأن تلك الأخيرة تتطلب تقنيات مختلفة للتدريب ليس مهتماً بها، فيعطينا هذا التفصيل قدراً أكبر من التركيز
  6. مع من
    هل هناك أطراف مشتركة في ذلك الهدف؟ هل هذا الهدف يتعلق بشخص/أشخاص بأعينهم؟ قد يكون الهدف مرتبطاً بعلاقة بشخص بعينه، أو بفئة معينة، أو قد يكون هناك أطراف مشتركين في هذا الهدف بطريقة أو بأخرى، معرفة هذا مسبقاً يعطينا وضوحاً ودقة في صياغة الهدف
  7. ماذا عليك أن تفعل لتحقيقه
    وهو سؤال آخر حيوي افتقده النموذج “الذكي” للأهداف. كما سيتبين في السؤال التالي، إن من شروط وضع هدف قابل للتحقيق أن يكون نابعاً من الشخص ومبنياً على أفعاله هو، لا على أفعال غيره التي لا يملكها. وهذا هو مصدر حيوية هذا السؤال أنه يضع تركيز صاحب الهدف على أفعال نفسه وما ينبغي عليه فعله لكي يحقق هدفه. قد يحتاج الهدف إلى مساعدة أطراف أخرى، كمن يرغب في تسويق منتج فيحتاج لمساعدة خبراء التسويق أو مندوبي المبيعات، فهنا تكون إجابة هذا السؤال حول دوره هو في التواصل والاتفاق معهم والإشراف عليهم إلى آخر ما عليه أن يفعله بنفسه، أو دوره في تحقيق هدفه من خلالهم
  8. هل هو ذاتي الطلب وذاتي التحقق
    معنى كونه ذاتي الطلب أن الهدف نابع من رغبة الشخص نفسه لا رغبة غيره. فعلى سبيل المثال، إن كان الوالد هو الذي يرغب في أن يحقق ولده نتيجة معينة في الامتحان فهذا ليس ذاتي الطلب بالنسبة للولد. ومعنى كونه ذاتي التحقق أنه يتحقق من خلاله هو لا من خلال الآخرين. فتحقيق احترام الآخرين ليس ذاتي التحقق لأن احترام الآخرين من صفة أو فعل الآخرين وليس الشخص نفسه، أما الوصول إلى معاملة الآخرين بأسلوب جيد وتدعيم مهارات التواصل معهم فهو ذاتي التحقيق كما هو واضح
  9. هل يمكنك تحقيقه
    من الضروري أن يكون المرء قادراً على تحقيق الهدف الذي يسعى إليه. فقد يكون الهدف واقعياً بشكل مطلق لكن لظروف خاصة أو في سياق معين لا يكون كذلك. فمثلاً من المتعذر على شخص مقطوع اليدين الوصول إلى نهائي بطولة ويمبلدون في التنس، كما أنه من غير الممكن للشاب ذي الاثنتي عشرة سنة الالتحاق بالجامعة في الكثير من البلدان
  10. هل سبق لك (محاولة) تحقيقه؟
    إن كان قد سبق للشخص تحقيق هدفه هذا فإنه يعطيه مؤشراً إقناعياً بأن لديه القدرة على تحقيق الهدف، ربما يحتاج إلى شيء إضافي، فهنا نركز على هذا القدر الإضافي. وإن لم يكن قد فعل فنبحث في المحاولات غير الناجحة وأسباب عدم نجاحها لنستبعدها
  11. الخطوات والمراحل
    الهدف من هذا السؤال تحديد كون الهدف بسيطاً من خطوة واحدة أم مركباً من عدة خطوات ويتم على عدة مراحل. فعملية اتخاذ قرار ما قد تكون هدفاً بسيطاً إن كانت كل المعطيات مكتملة، إلا أنها قد تتضمن أهدافاً وخطوات فرعية كجمع المعلومات أو التواصل مع بعض الأطراف أو غير ذلك، مما يجعلها أهدافاً مُركبة متضمنة لمراحل أو خطوات
  12. الاستراتيجية والخطة
    ما هي الخطة المتبعة لتحقيق الهدف؟ سؤال يسحب نفسه من عملية التخطيط إلى عملية صياغة الهدف، لتصبح الخطة بذلك جزءاً من صياغة الهدف صياغة نشطة فعالة
  13. كيف ستراقب سَيرك تجاه الهدف
    إن مراقبة التقدم في الطريق عامل رئيسي للنجاح. وهذه المراقبة لها جوانب عديدة، منها ما يكشف صحة الخطة، ومنها ما يكشف مدى التزامنا بها. فلو أن شخصاً وضع لنفسه هدفاً أن يفقد عشرة كيلوجرامات في شهرين ونصف، فربما كان من المناسب أن يزن نفسه مرتين في الشهر ليقارن وزنه بالمعدل المطلوب
  14. هل هناك معوقات
    هذا سؤال يكشف لنا ما قد يعترض طريق الهدف ويحول دون تحققه. فالمعرفة المبكرة بتلك المعوقات يساعد على اتقائها واتخاذ الاحتياطات المسبقة، وهو ما يرفع من احتمال النجاح في تحقيق الهدف
  15. ما هي الموارد (الداخلية أو الخارجية) التي تحتاجها؟
    من المفيد دائماً تحديد الموارد المطلوبة لتحقيق الهدف. تلك الموارد قد تكون موارد خارجية، كتوفير مبلغ من المال أو تكوين شبكة علاقات أو الحصول على أوراق معينة، أو قد تكون موارد داخلية، كحالة ذهنية بعينها كالتركيز والثقة أو استراتيجية في التفكير أو حالة من الحماسة أو غير ذلك من الموارد الداخلية
  16. هل الهدف متوازن
    وهو أحد أهم الأسئلة على الإطلاق، ومع هذا فهو (أيضاً) مفتقد في الأهداف التي لن تبدو بهذا الذكاء بعد الآن. والمقصود بالتوازن أن يكون الهدف صالحاً ليس فقط بمفرده، بل في سياق حياة الإنسان أو المؤسسة بشكل عام. فعلى سبيل المثال: قد يرغب المرء في الوصول إلى إنجاز بالغ الصعوبة بالنسبة له في عمله، إلا أن هذا سيتطلب منه التخلي عن واجباته الأسرية أو التزاماته الأخلاقية، وهو ما يبدو غير متوازن بالنسبة له، فتكون النتيجة أن يحقق نجاحاً في جانب وفشلاً بل ربما انهياراً في جانب أو جوانب أخرى
  17. القرار
    هذا السؤال من الحيوية بمكان: هل أنت جاهز لاتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق هذا الهدف؟ إن الهدف إذا كان غالياً سيتطلب تضحية ما بكل تأكيد. فالذي يريد الصحة عليه أن يضحي ببعض رغباته في الطعام، والذي يريد التفوق الدراسي عليه أن يضحي ببعض اللهو، والذي يريد دخول الجنة عليه أن يضحي بشهواته المحرمة، وهذا هو دور القرار: أن يضع حداً فاصلاً بين ما يريده وبين كل ما يعوقه عن هذا الذي يريده
  18. كيف ستعرف أنك قد حققت الهدف بالفعل
    وهو المعيار الإجرائي لمعرفة أن الهدف قد تحقق بالفعل، ومدى تحققه. هذا السؤال سؤال إبستيمولوجي مرتبط باستراتيجية الشخص للتعرف على الحقيقة. وتكمن أهمية هذا السؤال في أنه بمثابة العَقد بين الكوتش وبين العميل، بل بين العميل وبين نفسه

الأقسام الأربعة للأسئلة

تنقسم هذه الأسئلة الثمانية عشر إلى أربعة أقسام

  1. أسئلة المدخل
    تشمل الأسئلة من 1 إلى 3، وهي التي تعطينا المدخل إلى فهم طبيعة الهدف وماهيته والدوافع الذاتية لتحقيقه
  2. السياق
    وهي التي تحدد السياق المكاني والزماني للهدف وهي الأسئلة 4 إلى 6
  3. أسئلة الكيفية
    وهي الأسئلة 7 إلى 15، وتعطينا معالم كيفية تحقيق الهدف وما قد يعترضها من معوقات أو احتياجات
  4. أسئلة التأكد
    وهي الأسئلة 16 و17 و18، ويأتي دورها بعد استكمال أبعاد الهدف وسياقه وكيفيته للتأكد من أننا على الطريق الصحيح. وجدير بالذِّكر أن الكوتش قد يسأل السؤال الثالث (لماذا/هل مازال الهدف جذاباً) بعد السؤال السادس عشر (هل الهدف متوازن)، وذلك للتأكد من أن العميل ما يزال راغباً في تحقيق الهدف بما يكفي

من  منظور الميتاكوتشينج، ليست كل الأسئلة “إجبارية”، بل السياق وطبيعة الهدف يحددان المطلوب وغير المطلوب من تلك الأسئلة إلى حد كبير. إلا أن النظام المعياري للميتاكوتشينج يُلزم بخمسة أسئلة منها على أقل تقدير، وهي: السؤال رقم 1 (ماذا)، ورقم 3 (لماذا)، وأحد أسئلة السياق الثلاثة (متى/أين/مع من)، والسؤال رقم 7 (ماذا عليك أن تفعل)، والسؤال رقم 17 (التوازن). لو تأملنا في هذه الأسئلة لوجدناها قاسماً مشتركاً يحقق الحد الأدنى من المعرفة بالمطلوب والتهيؤ له. طبعاً وحدها لا تكفي، إلا أن المطلوب من الباقي يختلف بحسب الأهداف. فلو كان الهدف مثلاً يدور حول اتخاذ قرار ما، فربما يُستغنى عن أسئلة الخطة والاستراتيجية، لكن قد يحتاج لسؤال العوائق، أو الموارد، وهكذا

كانت هذه نبذة مختصرة عن عملية صناعة الأهداف من منظور الميتاكوتشينج مقارنة بالأهداف “الذكية”. كما رأينا، إن فن صناعة الأهداف في غاية الأهمية بحيث نستطيع أن نقول إنه في ذاته مهارة يحتاج كل إنسان أن يتعلمها، بل في بعض الأحيان تكون مجرد الإجابة التفصيلية وحدها فاتحة لطريق الانطلاق تجاه الهدف. للمزيد من المعلومات حول الكوتشينج والميتا كوتشينج، يُرجى مراجعة مقالة ما هو الكوتشينج والميتا-كوتشينج؟ ولماذا نحتاج إليهما؟

انشر هذه المقالة على
Scroll to Top